الرأي الثلاثاء 27/10/2015
في مناسبتين إحداهما في لندن والثانية في عمان، أتيحت لي فرصة التعرف، والحديث المتبادل مع اللورد « جون توميلسون « وهو رئيس مجلس أمناء جامعة لندن للتجارة، ورجل فاعل في العديد من لجان مجلس اللوردات البريطاني، ومستشار الملكة اليزابيث لشؤون التعليم، يمزج في شخصيته بين خبرة السنين ورؤيته للحاضر والمستقبل، ويعبر عن وجهات نظره بكثير من التواضع والبساطة، والعمق أيضا.
سبب الحديث عن اللورد هو أنه قال كلاما مهما عن دور الجامعات، في الوصول إلى نظام تعليمي محفز على الإبداع أمام جيل الشباب الفاعل والمنتج، لتحقيق شراكة مؤثرة في البناء والمواطنة معا، والأهم من ذلك أن اللورد أشار بوضوح إلى أن الجامعات أينما تكون، تملك اللغة نفسها المكونة من عناصر عديدة، في مقدمتها « الأخلاقيات « لإنتاج انتماء وطني أفضل، يؤمن بالقيم والمبادئ التي تنادي بها الجامعات التي يتوجب عليها تحديد الأولويات.
قد يبدو هذا الكلام عاديا، ولكنني توقفت عند ثنائية الجامعات والمواطنة الصالحة عندما تكون محل اهتمام وتركيز من رجل بريطاني يريد أن يوصل فكرة مفادها أن خلق مجتمع إنساني متكامل يتطلب أن تقوم الشراكة على المواطنة الصحيحة في كل بلد، وأن الجامعات تلعب دورا مهما لتحقيق ذلك.
من جانبي أشرت إلى ضرورة التواصل بين الجامعات الأردنية والعالمية، ومنها البريطانية بالطبع، للمساهمة كذلك في تحقيق الانسجام بين الثقافات والحضارات ليزداد فهمنا لمعاني الأسرة الإنسانية، والنظر إلى الأبعاد الايجابية للعولمة، حين نتعلم من بعضنا البعض، من أجل التطوير والتحديث، وجعل العلوم والأبحاث العلمية في خدمة الإنسان أينما وجد على هذه الأرض.
وتحدثت عن رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني لدور الجامعات في خدمة المجتمع، ومسؤولياتها في نشر قيم التعليم والحرية والديمقراطية وإعداد القادة، وتشجيع المبادرات الخلاقة والإبداع والتميز، وعلى الدرجة نفسها من الأهمية، إشاعة روح الأمل عند الشباب، كي يأخذوا فرصتهم في العمل والحياة الكريمة.
ولعلي أسأل بهذه المناسبة، ألم يحن الوقت لكي نعيد النظر في الأدبيات السائدة عن دور الجامعات وأولوياتها، حتى لا نكرر أنفسنا، ولا تبقى المسافة بعيدة بين ما يتوجب عليها وبينما تفعل.
yacoub@meuco.jo
www.yacoubnasereddin.com