شباب وجامعات 30-4-2018
ليس كافيا !
في كل عام جامعي نقوم بتكريم الطلبة المتفوقين من خريجي البكالوريوس والماجستير، وتلك مناسبة حرصت دائما على المشاركة فيها، قناعة مني بأن لهذا التكريم مدلولات كثيرة في مقدمتها أنه بالإمكان تشكيل نواة للكفاءات العلمية والمواهب والإبداعات من خلال هؤلاء الخريجين والخريجات، وتشجيعهم على تطوير قدراتهم والتكيف مع متطلبات التنمية المعاصرة، فضلا عن تعزيز روح التنافسية بمعناها الإيجابي لديهم، ولدى غيرهم من الطلبة بتحفيزهم وإثارة قوة الإرادة والتفوق في نفوسهم.
ولكنني في كل مرة أسأل نفسي وأسألهم بماذا تفوقتم؟ فإذا كان الجواب مقترنا بالعلامات والمعدلات التراكمية أقول دائما ذلك ليس كافيا، لأن المؤشرات الصحيحة للتفوق ترتبط بالقدرات الفائقة للطالب والطالبة، وأقلها شأنا القدرة على الحفظ، فالتفوق يعني تجاوز العادي إلى ما هو أعلى وأرفع مما يضيفه الطلبة على السياق العام للعملية التعليمية، متميزين عن غيرهم بالبحث والتفكير والإضافة النوعية، مما لا يمكن أن يظهر أثره إلا إذا كانت الجامعة نفسها منفتحة على التميز والإبداع والابتكار وتلك عملية تكاملية، عرفتها الدول المتقدمة قبلنا، وجعلت منها منطلقا للتطوير والتحديث والاختراع والابتكار والتفوق والتميز.
في الاحتفال الذي أقامته جامعة الشرق الأوسط مؤخرا للطلبة الأوائل، أكدت عليهم بعض ما قلته في حفل تخريج الفوج التاسع من طلبة البكالرويوس، والثاني عشر لطلبة الماجستير، من أن سوق العمل هو الذي يحدد حاجته من الخريجين، وأن هذا السوق مزدحم بالقوى البشرية العادية، وأحوج ما يكون للمبدعين والمتميزين الذين يساهمون في تطوير الإنتاج وتحسين نوعيته، أو يستطيعون ريادة الأعمال في مجالات جديدة، والأهم من ذلك هو معرفة لغة وأدوات ومهارات ثورة العصر، أي ثورة الاتصالات والمعلومات.
كنت قد ناديت في مناسبات عديدة بضرورة تضافر الجهود لتعميق المبادرات والمراكز والإبداع والتميز في بلدنا لأن الإبداعات الفردية بحاجة إلى حاضنة رصينة تتفاعل فيها القدرات من أجل أن تخدم التنمية الشاملة في بلدنا، وها أنا أكرر هذه الدعوة على صفحات مجلة شباب وجامعات التي تستحق التقدير والثناء.