جريدة الغد بتاريخ 25 تموز 2012
تتعدّد مجالات الحاكميّة في الجامعات وتتنوّع، ولكنها مترابطة على شكل حلقات، تؤثر كل حلقة في الأخرى وتتأثر بها، وتعمل جميعها على تحقيق الأهداف. وهي بذلك تعمل على تأسيس فكرة الالتزام وثقافته.
إذ تقوم فلسفة الحاكمية بإثراء وإخصاب فكر وثقافة الالتزام، وهو فكر ارتقائي بنائي، قائم على تأسيس المضمون التعليمي والأخلاقي واسع المدى وبنائه. وهذا يمثّل المجال الأول لحاكمية الجامعات.
كما أن تحقيق المصداقيّة وزيادة الثقة، وبخاصة في البيانات والمعلومات التي يتم نشرها عن الجامعة، وما تتضمنه تقارير مديري وحدات الرقابة والتدقيق، تُعد من أهم مجالات الحاكميّة، وتنعكس إيجابيا على عمليات الجامعة ومخرجاتها، وهذا يمثّل المجال الثاني.
أما المجال الثالث، فيتمثّل في تحسين الشفافية وتحقيق الوضوح؛ إذ تستخدم الحاكمية كأداة تنوير واستنارة وإلقاء الضوء على الجوانب المختلفة القائمة في الجامعة، وبالتالي التقليل من الضبابية، وعدم الوضوح، واللبس، والظلمة. وكلما كانت الحاكمية قوية، كانت أكثر فاعلية، كونها تحسن من درجة الشفافية والوضوح. كما أن الحاكمية ليست هدفا في ذاتها، ولكنها وسيلة وأداة للوصول إلى تحقيق أهداف متعددة تتعلق بالجامعة واستراتيجيتها. وهذا يمثّل المجال الرابع.
كما يتمثّل المجال الخامس في تحقيق العدالة وتطبيق مبدأ “على قدم المساواة”. إذ تقوم الحاكمية في هذا المجال على تهيئة الفرص المتاحة للجميع، ما يزيد من الشعور بالعدالة والإنصاف، وبالتالي الأمان، بما يقضي على حالات العجز والطمع والفساد.
أمّا حُسن إدارة الجامعة فيمثّل المجال السادس. إذ تعمل الحاكميّة على حُسن إدارة الجامعة، وخاصة فيما يتعلق بعمليات التخطيط، أو التنظيم أو التوجيه أو المتابعة، ومن ثم تزداد الكفاءة الإدارية للجامعة من خلال تحديد الأهداف الخاصة بكل نشاط، وتحديد البرامج التنفيذية اللازمة لتحقيق الأهداف، وحشد الموارد والإمكانات الكفيلة بتنفيذ هذه الأهداف.
ويتمثّل المجال السابع والأخير في زيادة الفاعلية والاهتمام. إذ تقوم الحاكمية بدور شديد الأهمية في زيادة الفاعلية للجامعة، ويجعل حاضرها ومستقبلها واعدا من خلال عدة وسائل، منها: ضمان جودة المخرجات والارتقاء بنوعيتها، واكتساب مزايا تنافسية بخرّيجيها.
yacoub@meuco.jo