جريدة الدستور بتاريخ 20 شباط 2012
التفكير الإبداعي هو نشاط عقلي مركّب وهادف، توجهه رغبة قويّة في البحث عن حلول، أو التوصّل إلى نواتج أصليّة لم تكن معروفة سابقاً، وهو أيضاً قدرة الفرد على الإنتاج إنتاجاً يتميّز بأكبر قدر من: الأصالة، والطلاقة بأنواعها (طلاقة الألفاظ، طلاقة التداعي، وطلاقة الأفكار، وطلاقة الأشكال) والمرونة بمظاهرها المرونة الثقافيّة، والمرونة التكيفيّة) والحساسيّة للمشكلات، والتفاصيل، وهذه جميعاً تُعد من أهم سمات المُبدع، إضافة إلى ذلك تتمثّل متطلّبات القادة في عصر الحكمة في العقل الواعي المدرك للمعرفة اليقينية، والخبرة الناتجة عن التجربة الهادفة، والإدارة القوية للفعل المقبول عقلاً وعلماً ومنطقاً، والرغبة الجامحة في نقل الخبرة. لذا فالحكمة تقتضي العلم أصلاً. فالقادة المبدعون في عصر الحكمة يجب أن يتحلوا بها ويمتلكوا متطلباتها التي منها: العقل الواعي المدرك للمعرفة اليقينية كأساس لتكوين الحكمة، والإدارة لإنجاز العمل بإتقان، والرغبة في نقل الخبرة عن التجربة الحقيقية. والقدرة على النظر إلى الأشياء المألوفة بنظرة جديدة، ومعالجة القضايا بطريقة أكثر مرونة، وتفعيل الفكرة ورفدها بمعلومات إضافيّة واسعة، وإطلاق الأفكار المتعلّقة بالفكرة الواحدة، وتوليد أفكار جديدة وأصيلة. لذا يمكن القول بأن كل حكيم عالم، وليس كل عالم حكيم، فالحكمة تتطلب العلم، ولكن العلم يُعد درجة من درجات الحكمة، وهو أدناها. ويجب أن تكون لديهم القدرة على تشجيع الابتكار وإعطاء مرؤوسيهم قدراً من الحريّة تمكّنهم من متابعة أفكارهم، وأن يكونوا مستقبلين جيّدين للمقترحات الإبتكاريّة يدعمونها حتى ولو كانت غير مدروسة جيداً، بهدف تشجيع المرؤوسين على المُضي قُدماً ولدراسة جوانب النقصّ فيها لاستكمالها، وعليهم التمسّك بالقواعد والسياسات المعمول بها داخل مؤسّساتهم، وعليهم أن يكونوا أكثر استعداداً لتجاهل تلك القواعد أو السياسات إذا أدركوا أن السلوك الابتكاري سوف يصل إلى نتائج وعوائد أفضل، وعليهم الاحتفاظ بسجلاّت ومستندات رقمية وورقية دقيقة وكافية مما يجعلهم يدركون جيّداً أن الأفكار المطروحة عليهم تستحق أن يتبنّوها، وأن يتحلّوا بقدر من الشجاعة ممّا يدفعهم لاتخاذ القرارات بسرعة ودقّة، ويجب أن يتقنوا مهارات الاتصال ويعملوا على الوصول إلى مستقبل أفضل من خلال تحقيق الأهداف المخطّط لها، ولهذا يجب أن يتّسم سلوكهم بعدم التمسّك بالأخطاء التي يرتكبها المرؤوسون خلال عملهم وتجنّب التشهير بهم، تجنّباً للأثر السلبي المترتّب على ذلك، وعليهم تركيز جهودهم على كيفيّة معالجة المواقف الخاطئة واستمرار العمل بنجاح، يشجّعون الابتكار والإبداع، وينبذون الحقد ويتجاهلون الكراهيّة في التعامل مع المرؤوسين.
فأين نحن من تلك السمات؟!!
yacoub@meuco.jo