
اسعدني البارحة رعاية احتفال وئام الاديان والذي اقيم في جامعة الشرق الاوسط بحضور رئيس الجامعة وعدد من اصحاب السماحة والقداسة وقيادات وابناء المجتمع المحلي وياتي هذ الاحتفال من منطلق ان الاردن منارة للتفاهم والوئام بين الديانات والثقافات والحضارات واكدت في كلمتي التي القيتها خلال الحفل، وئام الأديان بالنسبة لنا في هذا البد ليس مجرد كلام لاستهلاك مناسبة هنا ، وموقف هناك ، إنه التجسيد الواقعي للفكرة النبيلة التي قام عليها هذا البلد المبارك ، وللمبادئ الأساسية للثورة العربية الكبرى ، ومشروع النهضة القومية ، فما أن تأسست المملكة الأردنية الهاشمية حتى صارت ملاذا للهاربين من الضغيان مسلمين ومسيحيين ، يأمنون فيها على أنفسهم وأولادهم وأموالهم ، حتى صار الجميع أبناء وطن واحد يلتقون فيه على الألفة والمحبة والتضامن فكان تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لجائزة تمبلتون اكبر دليل على ان الاردن اكتسب مكانة دولية مرموقة بدوره العظيم في نشر رسالة السلام والتفاهم الإنساني ، في وقت تعاني فيه البشرية من مظاهر التعصب والتطرف الديني ، والصراعات بين الحضارات والثقافات ، ليأتي الصوت العربي الهاشمي ينادي بالخلاص من الشر والإثم والعدوان ، وبالعودة إلى الطريق القويم الذي دعت إليه الرسالات السماوية منذ أبينا آدم عليه السلام ، كي ينعم المؤمنون بخير ونعيم الدنيا والآخرة . وما كان لبلدنا أن ينال هذه المكانة الدولية لولا أن قاعدة إنطلاقه تستند إلى روح المحبة والتضامن الأخوي بين الأردنيين جميعا من شتى الأصول والمنابت والديانات والمذاهب والطوائف ، وهو عصي على كل المحاولات والأجندات المشبوهة التي تحطمت أدواتها ومآربها على صخرة وطنيتهم النظيفة ، ووعيهم العميق ، وفهمهم للقيمة الإستراتيجية التي يحظى بها بلدهم في هذه المنطقة من العالم ، وفوق ذلك ايمانهم وإخلاصهم لمليكهم ولبلدهم الغالي