جريدة الغد، الاثنين 2023/03/27
استعرت عنوان هذا المقال من البرنامج الأسبوعي الذي يقدمه التلفزيون الأردني (شباب وأحزاب) والذي يستحق الثناء بما يتيحه من حوار بناء بين الشباب ومسؤولين عن مجالات سياسية واقتصادية واجتماعية، ذلك من أجل أن أشير إلى الصورة، وما وراء الصورة من روح شبابية مفعمة بالثقة والأمل، مقرونة بوطنية صادقة، وحالة من الوعي والاهتمام بالبيئة السياسية الحاضنة لحياة حزبية وبرلمانية حديثة، تستند في مجملها إلى التعديلات الدستورية، وقانوني الأحزاب والانتخاب الجديدين.
العنوان العريض لهذه العملية التكاملية بين المنظومات السياسية والاقتصادية والإدارية هو (الأردن الجديد) وتحت هذا الشعار يظل الأردن بكل ما عاشه من أحداث وتجارب وتطورات على مدى مئة عام هو الثابت، ويظل الجديد هو المتغير ضمن الحيوية الدائمة لبلد استطاع أن يحافظ على أمنه واستقراره ومصالح شعبه في مواجهة أدق المراحل، وأصعب الظروف، وأخطر التحديات!
لو عدنا بالذاكرة إلى تلك المراحل الصعبة من تاريخ الأردن لوجدنا من الحقائق أن أغلبية من تعاملوا معها بحكم المسؤولية كانوا في سن الشباب ما بين 30 إلى 35 سنة، وأن الأكبر سنا وقتها كانوا أصحاب تجربة أطول كثيرا أو قليلا يواصلون أداء مهامهم في سياق طبيعي شأننا في ذلك شأن كثير من الدول، وكذلك كان الحال بالنسبة للمنخرطين في الأحزاب المسموحة والمحظورة!
لست أرى سببا وجيها للنظر إلى مسألة الشباب والأحزاب من زاوية تكميلية أو تجميلية، من خلال النسبة الواجبة في تأسيس الأحزاب وفقا للقانون الجديد أو بالنسبة لتخفيض سن المرشح للانتخابات النيابية إلى 25 سنة، ذلك أن مبدأ توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار تتصل اتصالا وثيقا بحقيقة أن المجتمع الأردني مجتمع فتي تفوق نسبة الشباب فيه الستين في المئة، فإذا لم تنعكس تلك النسبة على العمل الحزبي البرامجي بشكل فاعل وأساسي فإن تجربتنا الحزبية الجديدة، والحياة السياسية بأكملها ستواجه مأزقا حقيقيا.
ما يبعث على التفاؤل والأمل أن نسبة المنخرطين حتى الآن في العمل الحزبي من الشباب والمرأة المقررة بعشرين بالمئة قد تجاوز الضعف، وفي ذلك ما يؤكد أن الحياة الحزبية في الأردن آخذة بالتفاعل والانسجام في نطاق الحياة السياسية وفي العلاقة المتينة بينها وبين الحياة العامة بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكن الاختبار الحقيقي يكمن في قدرة الأحزاب على تبني مشروعا استراتيجيا للنهوض الاقتصادي يفتح آفاق العمل أمام الشباب، ويحقق تطلعاتهم نحو مستقبل حافل بالإنجازات الكبيرة، والحياة الفضلى!