جريدة الغد، الاثنين الموافق 2024/03/10
في جميع الأحوال يعتبر حسن إدارة الشأن المحلي عاملاً مهماً جداً في تعزيز نقاط القوة التي نحتاجها لمجابهة المخاطر، وفي كشف مواطن الخلل ونقاط الضعف التي يتوجب – في ظرف من هذا النوع – معالجتها بحسم، ولا شك أن أهم نقاط القوة تتمثل بحنكة وخبرة قائدنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي يتولى بعقله الإستراتيجي مسؤولية الحفاظ على المصالح العليا للأردن، وترتكز كذلك إلى وعي والتفاف الأردنيين حول قائدهم، وتعتمد إلى حد بعيد على نجاح مؤسسات الدولة العامة والخاصة في تنفيذ المهام والمشروعات المسؤولة عنها.
في اعتقادي أن رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان يعمل وفق منهجية موضوعة على أساس النقاط الواردة في خطاب التكليف السامي ورده على الخطاب، وانسجاماً مع بيانه الوزاري الذي نال ثقة مجلس النواب على أساسه، وقد شكل لدى المتابعين قناعة بأنه جاد في تنفيذ ما وعد به من تواصل مع المواطنين في مواقع العمل والإنتاج، وأن برنامجه القائم على عقد جلسات مجلس الوزراء في محافظات المملكة من أجل متابعة شؤونها على أرض الواقع وحل ما يمكن حله من مشكلات قديمة وحديثة يعكس التزامه بالنزول إلى الميدان والاستماع لمطالب المواطنين وطموحاتهم!
بالطبع هو أول رئيس وزراء يتعامل مع مخرجات عملية التحديث السياسي التي أسفرت من خلال قانوني الأحزاب والانتخاب عن مجلس نيابي ثلث أعضائه تقريباً يمثلون أحزاباً وطنية برامجية، بعضها يعمل وفق إستراتيجيات تؤهلها للتعامل كما لو أنها (حكومة الظل) وهو من هذه الناحية يتعامل مع حالة من الحضور الشعبي الممثل أكثر من أي وقت مضى في المجالس المنتخبة، على أن ممثل الحزب يعبر عن رأي وإرادة مجموعة كبيرة من أعضاء الحزب الذي ينتمي إليه، والقواعد الشعبية التي صوتت له، وليس عن رأيه الشخصي!
لم يسع الدكتور جعفر حسان للشعبوية ولكن لا ينبغي أن يزهد بها حتماً، فمن الأهمية بمكان كسب رضا المواطنين وثقتهم بمصداقية حكومته، وتلك الثقة لا تأتي من فراغ أو عن طريق استجداء المديح وإنما تأتي عن طريق ما يلمسه الناس من وعود تحولت إلى حقائق على الأرض، وخيراً يفعل الرئيس كلما كاشف المواطنين بما تحقق وما لم يتحقق من الخطط التي تتبناها حكومته، وخيراً يفعل الناطق الرسمي وزير الاتصال الحكومي الدكتور محمد المومني حين يبلغ الرأي العام بجميع قرارات مجلس الوزراء بشفافية ووضوح، وحسنا يفعل الوزراء الذين ينزلون إلى ميدان المشروعات التي تنفذها وزاراتهم للتأكد من أن الأمور على ما يرام!
وجود منهجية واضحة لدى الرئيس أمر ضروري وفاعل، ولكن من الضروري ترسيخ القناعة لدى الأردنيين بأن تسيير الشؤون الداخلية أصبح اليوم أكثر من مجرد عمل يومي وإنجازات لا بد منها، إنها اليوم جبهة حقيقية من جبهات صمود الأردن في وجه الواقع الراهن بأبعاده المحلية والإقليمية والدولية!