جريدة الغد، الاثنين الموافق 2025/04/14
تلك مقولة مأثورة، لها ما يشبهها أو يوازي معانيها في جميع لغات العالم، وهي حتمية مهما اختلفت الآراء والأهواء والمصالح، ومهما طال الزمان أو قصر، وهي كذلك مقولة غالباً ما يجري استحضارها عندما يختلط الصواب بالخطأ، والحق بالباطل، وغير ذلك من الأشياء ونقيضها كما هو حالنا في هذه المرحلة المعقدة من تاريخ أمتنا العربية، بل من التاريخ الإنساني كله.
من الطبيعي أن تنشغل ساحتنا الوطنية بما يجري على الساحة الأكثر قرباً من أفئدتنا، ساحة فلسطين، وما تشهده من حرب إبادة في قطاع غزة ، وعدوان غاشم في الضفة الغربية، ومن المنطقي أن يكون هذا الانشغال مدروساً على مختلف المستويات بدءا بالمستوى السياسي مروراً بالنخب الوطنية من أحزاب وتيارات سياسية وفكرية وثقافية، وصولاً إلى جمهور الناس الذين يتفاعلون بطرق مختلفة، كانت بعض جوانبها غاية في النبل ومد يد العون لأهلنا المنكوبين والمعذبين هناك، وبعضها مجرد مزايدات فارغة لا قيمة لها، بل إنها تضر بالقضية الفلسطينية وبالأردن معاً، ولا تغير من المعادلة في شيء إلا ما يطمح إليه العدو من فرقة وتشتت وشق للصف، وتبديد لعزيمة الشعب والأمّة.
والصحيح يبدأ بالنوايا، فإن كانت حسنة وطيبة سهل علينا الالتقاء عند الجوامع المشتركة التي تصون وحدة وقوة موقفنا، وإن كانت سيئة وخبيثة كان لها القانون بالمرصاد ردعاً ومحاسبة وحسماً، وإذا أخذنا في الاعتبار كل ما نعرفه عن عمليات الاستهداف التي تعمل عليها أجهزة معادية فإن نشر الوعي الوطني في مواجهتها يتحول إلى واجب أكيد تتحمل مسؤوليته النخب السياسية ومؤسسات الدولة العامة والخاصة، ليس من منطلق الدفاع عن النفس وحسب بل من أجل المزيد من القدرة على التأثير في مجريات الأحداث، وقد سبق لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين أن صاغ هذه النظرية من كلمات مختصرة ومعبرة “الأردن القوي والمستقر هو الأقدر على مساندة الأشقاء العرب، وخصوصا أهلنا في فلسطين”.
حتى يكون الأردن قوياً لا بد أن (يصح الصحيح)، أي المزيد من القوة والثبات والعمل ومواصلة مسيرتنا الإصلاحية، وفتح آفاق المستقبل والحياة الكريمة أمام شباب وشابات الأردن، والنهوض بالمؤسسات وتطوير أدائها، وتعظيم منجزاتها، والاطمئنان إلى أن قائدنا يتولى إدارة هذه المرحلة المعقدة من التطورات الراهنة بأقصى ما لديه من حكمة وخبرة وروية وبعد نظر.