الرأي الثلاثاء 10-11-2014
هذه هي مرحلة الأسئلة الصعبة أو المهمة، فنحن نتعامل مع واقع نجهل تفاصيله الحقيقية، وأهم ما يجب أن نعرفه هو هل يمكننا التعامل مع هذا الوضع
« غير المسبوق « دون أن نستعد لأي شيء أو احتمال؟
لو كان الجواب نعم نستطيع، فهذا أمر جيد، ولكن من يستطيع الإجابة بهذه الصورة الشافية، في الوقت الذي أوضح فيه جلالة الملك عبد الله الثاني في خطاب العرش السامي أمام مجلس الأمة قبل أيام أننا مستهدفون من التنظيمات الإرهابية، داعيا جميع المؤسسات إلى مساندة قواتنا المسلحة « الجيش العربي « والأجهزة الأمنية في التصدي للإرهاب.
وإذا كان جلالة الملك قد ذكر بعض الجوانب التي تضمن وحدتنا الوطنية، فإنه قد ألمح كذلك إلى مسؤولية الجميع في مواصلة تجربتنا الديمقراطية، ومسيرتنا الإصلاحية، ونحن اليوم مدعوون لكي نضع الآليات التي تحقق تلك الأهداف، آخذين في الاعتبار أن أولئك الذين هددوا الأردن مرارا وتكرارا، يعتقدون أن بؤر الفقر والبطالة والوضع الاقتصادي لن يتحسن، وأن مشاكلنا الداخلية سوف تزيد، وهم للأسف يراهنون على ذلك!
ما دام هناك من يراهن على مشاكلنا، فلا بد أن نراهن نحن أيضا على حلها دون إبطاء، ونراهن كذلك على ردع وهزيمة كل من يتصور أننا قد نقع ضمن خريطته الوهمية، ولكن هذه حرب مفتوحة، وعلينا أن نراقب اختلال التوازنات بين الأطراف المعنية مباشرة بأصل هذا الصراع الذي تطور على هذا النحو منذ بداية الأزمة السورية حيث كرر جلالة الملك دعوته لحلها عن طريق التفاوض السلمي.
لقد حذر جلالة الملك من أن عدم منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، واستمرار إسرائيل في عدوانها على المقدسات، واستمرار الحرب في سوريا سيؤدي إلى مزيد من الكوارث في هذه المنطقة، فهل منا من يعتقد بإمكانية حل هاتين القضيتين قريبا؟ أليس في ذلك ما يدعونا إلى قراءة هذا الواقع بأبعاده الداخلية والخارجية، قراءة صحيحة من أجل تقدير حجم التهديدات التي يمكن أن نتعرض لها، بلا زيادة أو نقصان، فالمطلوب ليس طرح الأسئلة الصعبة بل الإجابة عليها !
yacoub@meuco.jo