الرأي الثلاثاء 19-8-2014
شيء ملفت للانتباه ، يبعث على التفكير العميق ، مصدره الرسالة التي وجهها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين إلى رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ، يوجه فيها الحكومة نحو « خطوة « قوية إلى الأمام ، على طريق الإصلاح الوطني الشامل ، الذي « اختطه الأردن نهجا ثابتا ، يتوخى التدرج الهادئ والواثق والمتزن «.
خطوة ، بل خطوتان ، واحدة في اتجاه تفعيل وزارة الدفاع ، وأخرى في اتجاه توسيع دور الهيئة المستقلة للانتخاب في إدارة العمليات الانتخابية ، وكلاهما في صميم مفهوم تعزيز القدرة الدفاعية العامة للدولة ، وإن بدت الخطوة الأخرى « مدنية « بإمتياز ، فالغاية هي إعادة تنظيم قدرة الدولة من خلال تعزيز المشاركة الشعبية ، وتحمل المسؤولية الوطنية من الجميع.
الأساس في ذلك هو الاستمرار في عملية الإصلاح ، والدافع هو إشارة تستحق التوقف طويلا لتحليلها وفهمها « كل ذلك يأتي في أجواء بالغة الخطورة وغير مسبوقة يمر بها إقليمنا ، مما يحدونا إلى المزيد من العمل لتعزيز مؤسساتنا الوطنية وتطوير أدائها وإعادة تنظيمها «.
جلالة الملك يقول لرئيس الوزراء بشأن المهام التي ستتولاها وزارة الدفاع ما معناه خذ وقتا كافيا لتنفيذ هذه المهمة وفق مراحل مدروسة بعناية ، وفي ذلك يتجلى التفكير الاستراتيجي وخبرة القائد العسكري الذي يدرك معنى « خطوة تنظيم « لكي يعتدل الطابور قبل أن يأتي الأمر « إلى الأمام سر «.
لا شيء أفضل أو أهم من التفكير الاستراتيجي في هذه المرحلة « غير المسبوقة « لكي نتمكن من تنظيم أنفسنا لمواجهة الفوضى التي تحيط بنا ، وتؤثر علينا ، فكيف يمكننا أن نعزل انفسنا عن محيط نحن نعيش في وسطه ؟ ذلك أمر مستحيل ، أما ما هو غير مستحيل ، ولا يجدر أن يكون كذلك ، فهو السعي إلى « تعزيز القدرة الدفاعية العامة للدولة « فذلك ليس مجرد لب الرسالة الملكية وحسب ، إنه عنوان لمرحلة يجب أن تشمل جميع قطاعات الدولة بلا استثناء.
yacoub@meuco.jo